الصناعة السورية تودع أحد أعمدتها.. رياض التاجي قصة نجاح ونموذج فريد للصناعيين السوريين

الصناعة السورية تودع أحد أعمدتها.. رياض التاجي قصة نجاح ونموذج فريد للصناعيين السوريين

اعمار سورية - خاص :

فقدت الصناعة السورية اليوم أحد اعمدتها برحيل شيخ كار الصناعة النسيجية في سورية الصناعي رياض التاجي مالك شركة أسيل للألبسة الداخلية التي غزت منتجاتها مختلف دول العالم . 

ويعتبر الراحل نموذج فريد لصناعي سوري تجاوز عمره 84 عاماً، فقد منشأة كانت من أهم المنشآت النسيجية على مستوى الشرق الأوسط والتي تدمرت بفعل الحرب، لينتقل إلى الورشة الصغيرة التي كانت إنطلاقة شركته منها، وليتعرض مستودع الأقمشة لديه فيما بعد للحريق، ومع ذلك لم يتوقف عن العمل  وتوسع في ورش صغيرة في منطقة المهاجرين بدمشق رغم الخسائر الفادحة التي تعرض لها، وصعوبة العمل في ظروف الأزمة، وليستمر بتصدير إنتاجه إلى أرقى دول أوروبا والعالم والتي كان يصدر إليها سابقاً.

 

قصة نجاح رياض التاجي كما رواها في لقاء صحفي بدأت في 1975 من خلال الانخراط في الورشة لمساعدة والده، الذي سرعان ما سلّمه المفاتيح وقلّده مكانه فأخذ عنه الإدارة بحلوها ومرّها، وعمل على إعادة هيكلتها والتأسيس لنواة عمل جديدة، وكانت الخطوة الأولى بالبحث عن عمال وعاملات ومكنات جديدة، فاستقدم 40 عاملاً من الجنسين وهنا وضعت قدمه على الدرجة الأولى من السلم.

 

يقول التاجي: فكرت بإحداث نقلة نوعية كاملة تمثلت في البحث عن سبل تطوير المنتج، فاتفقت مع شركة "لوفابل" الإسبانية على أن تقدم لنا المعرفة والآلية الحديثة في صناعة القطعة وهو ما يعرف في الصناعة باسم "النوهاو"، مقابل بيعها منتجاتنا بأسعار تستوفي بها الشركة ثمن إعطائنا الخبرة، لتصدّر بذلك بضاعتنا إلى إسبانيا أُم هذه الصناعة.

 

ويتابع التاجي: على الفور أرسلنا لهم 13 عاملاً باختصاصات مختلفة، ليتدربوا ويكسبوا مزيداً من الخبرة لمدة 6 أشهر هناك، وعلى رأسهم ابنتي "وسن" و"أسيل" فكانوا العصب الأساسي للشركة، وبعد انقضاء مدة التدريب أصبحنا قادرين على الإنتاج بأنفسنا، واللافت في الأمر أن منتجاتنا لفتت انتباه تلك الشركة فاقترحوا عليّ تسمية شركتي باسمها، فرفضت واسميتها "أسيل" وهو اسم ابنتي الصغرى.