أسعار اللحوم تستمر بالارتفاع وأصغر خروف بنص مليون ليرة

أسعار اللحوم تستمر بالارتفاع وأصغر خروف بنص مليون ليرة

إعمار سورية :

أكد رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها أدمون قطيش أن تهريب الأغنام والعجول موجود ولم يتوقف والنسبة الكبرى التي تهرب منها حالياً هي من الولادات الجديدة.
وبين قطيش أن تهريب الولادات الجديدة يمكن ألا يكون له تأثير خلال الفترة الحالية لكن هذا الأمر سيؤدي إلى خفض الإنتاج ونسبة التربية خلال السنة القادمة.
وأوضح أن الإنتاج حالياً منخفض بسبب غلاء أسعار الأعلاف وازدياد التهريب، مشيراً إلى أن نسبة قليلة من المواطنين حالياً يتناولون اللحوم الحمراء بكميات جيدة والنسبة الأخرى تشتري كميات قليلة جداً بحدود الأوقية أو نصف الأو
وأشار إلى أنه لو كان سعر اللحوم الحمراء أقل من السعر الحالي فإن الإنتاج بالتأكيد لن يغطي حاجة السوق حالياً.
وبيّن أن سعر كيلو الغنم الحي في المسلخ اليوم بحدود 9700 والعجل الحي بحدود 9 آلاف.
وأشار إلى أن سعر أصغر خروف وزنه بحدود 40 كيلو غراماً اليوم ما يقارب 480 ألف ليرة وسعر أصغر عجل وزنه بحدود 300 كيلو غرام نحو 2.7 مليون ليرة.
وشدد قطيش في ختام حديثه على ضرورة منع تحميل الأغنام من المحافظات الجنوبية باتجاه محافظات الشمال باعتبار أن تهريبها يتم من هذه المحافظات وأن تبقى في دمشق وريفها
بدوره بين الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة أن أسعار اللحوم الحمراء من أغنام وعجول تتأثر بأسعار مدخلات الإنتاج وأبرزها الأعلاف، مشيراً إلى أن الأعلاف تشكل ما بين 75 و80 بالمئة من إجمالي تكاليف إنتاج اللحوم الحمراء.
قرنفلة أوضح أن أسعار الأعلاف حالياً مرتفعة جداً ووصل سعر الطن الواحد من فول الصويا اليوم لحدود 1.8 مليون وسعر الطن الواحد من الذرة الصفراء لحدود 1.15 مليون.
ولفت إلى أن أسعار اللحوم الحمراء ترتبط دائماً بحركة القطع الأجنبي، مبيناً أن معظم الأعلاف المخصصة للمجترات والدواجن مستوردة وكلما ارتفع القطع الأجنبي ترتفع معه أسعار الأعلاف.
وبين أن المشاكل التي نواجهها حالياً بالنسبة لأسعار الأعلاف أنه عندما ينخفض سعر الصرف لا تنخفض معه أسعار الأعلاف وهذه المشكلة يعاني منها المربون بشكل دائم.
وأشار إلى أن ولادات الأغنام بدأت بتشرين الأول والثاني الماضيين وتمتد حتى نيسان القادم وعندما يرى المربون بأن السنة جيدة من حيث توفر المراعي وغزارة الهطلات المطرية يحتفظون بالولادات الجديدة ولا يلجؤون لبيعها ويتجهون لتسمينها وهذا الأمر يؤدي إلى خفض المتاح من الأغنام في الأسواق، مشيراً إلى أنه عندما ينخفض المعروض ويكون حجم الطلب ثابتاً فإن هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأغنام.
ولفت قرنفلة إلى أنه بناء على حجم الطلب الحالي على اللحوم الحمراء من أغنام وعجول فإن إنتاجها حالياً يغطي حاجة السوق ويزيد عنه وخصوصاً أن حجم الطلب على اللحوم الحمراء منخفض حالياً نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن.
وعن تهريب الأغنام والعجول أوضح قرنفلة أن التهريب الكبير لها كان خلال الأزمة من عام 2011 وحتى عام 2016 لكن خلال الفترة الحالية ليس هناك معطيات واضحة تؤكد أو تنفي تهريب العجول والأغنام.
وبخصوص اعتماد مربي الأغنام والعجول على المراعي الطبيعية المجانية مع بداية فصل الربيع حالياً بين قرنفلة أن الرعي الطبيعي المجاني يكون دائماً في البادية وعلى أطراف الأرياف والمربون لا يستطيعون خلال الفترة الحالية الدخول إلى البادية لأنها تعتبر غير آمنة وتقوم العصابات الإرهابية في معظم مناطق البادية بمنع المربين من دخول المراعي الطبيعية.
وأشار إلى أنه في ضوء الواقع الراهن ليس هناك أي مؤشرات لانخفاض أسعار اللحوم الحمراء نتيجة لارتفاع مدخلات إنتاجها حالياً من أعلاف وغيرها، مبيناً أنه في حال استمرار ارتفاع سعر الصرف فإن أسعار اللحوم الحمراء ستبقى ترتفع وفي حال تراجع سعر الصرف من الممكن أن يكون هناك انخفاض لأسعار اللحوم.
وأكد أن الحكومة تحاول حالياً تأمين المقنن العلفي لمربي اللحوم، مشيراً إلى أن تأمين المقنن العلفي إذا لم يساهم بتخفيض الأسعار فإنه يحافظ على الأسعار الراهنة.
ولفت إلى أنه كلما ارتفعت أسعار الأعلاف كان هناك خروج لمربين جدد عن التربية، مبيناً أنه منذ بداية الأزمة وحتى تاريخه تم فقدان أكثر من 60 بالمئة من قطيع الأبقار وأكثر من 55 بالمئة من قطيع الأغنام.
وبين أن القوة الاقتصادية لمربي الأغنام والعجول حالياً غير موجودة وبنيتهم الاقتصادية هشة وبالتالي عندما يصبح هناك ارتفاع بأسعار الأعلاف يتوقفون عن التربية، لافتاً إلى أنه في السابق كان هناك تجار يقومون بتمويل المربين عند التربية ويزودونهم بالقروض لشراء الأعلاف ومنذ بداية الأزمة اختفى هؤلاء التجار ولا يوجد حالياً ممول لمربي الأغنام والعجول.

  الوطن