جمعية المحاسبين القانونيين : المرسوم 30 عصري .. لكن ماذا عن المادة 6 منه والتي حملّت أعباء واضحة للمحاسب القانوني وهي مخيفة في جوهرها
إعمار سورية :
عجلاني قال : بالمقابل هناك بعض التوجس من بعض المواد الواردة في المروسم 30 وخاصة المادة 6 التي حملّت أعباء واضحة للمحاسب القانوني بل واعتبرها مخيفة في جوهرها , إذ أنها تقضي بأن يعاقب المحاسب القانوني بغرامة مالية تعادل 50% خمسين بالمئة من فرق الضريبة في حال صادق على بيانات مالية غير مطابقة للواقع بشكل جوهري وبقصد التهرب الضريبي، كاشفا في هذا السياق الى أنه تم نقل هذه المخاوف الى السيد وزير المالية خلال اجتماع معه مؤخراً , وطرحنا كمحاسبين قانونيين تساؤلاتنا لتوضيح المادة في التعليمات التنفيذية , وكان السيد الوزير مشكوراً متفهماً للغاية ووعد بأن نشارك كمحاسبين قانونيين بصياغة التعليمات التنفيذية ووضع ما يضمن حيادية واستقلالية اللجنة التي ستكون مقرِّرة للمخالفات التي قد يرتكبها المحاسب القانوني.
وتابع قائلاً : إن جميع المحاسبين القانونيين مع تطبيق القانون بحذافيره ولا يشجعون على التهرب الضريبي, لذا من ضمن ما تم التباحث به مع السيد وزير المالية أنه لا يمكن أن يتم الإحاطة بكل المعلومات وبالتالي يجب وضع أسس للمقدرة على محاسبة واضحة منطقية ومن بين هذه الأسس مثلا أنه يفضل أن تتم المحاسبة على مبلغ الإيراد وليس مبلغ الربح وذلك بسبب وجود نفقات غير ملحوظة لا يمكن توثيقها أو نفقات رغم توثيقها إلا أنها غير مقبولة كلياً من الدوائر المالية عند التكليف .
وللحد من الآثار السلبية للمادة 6 على مهنة تدقيق الحسابات ، قال عجلاني: أنه خلال الاجتماع تم طرح ضرورةأن يكون هناك تعريف ماهي البيانات غير المطابقة للواقع ثانياً أن يكون هناك حد لشيء يسمى "الجوهري" وهو رقم الإيرادات وليس رقم الربح ثالثاً النفقات والإيرادات اذا يجب أن تحدد نسبة من الإيراد اذا كان الفرق كبير وعُد جوهريا رابعاً ان يتم تحديد فيما اذا كان المحاسب القانوني مخالف أم لا من قبل لجنة حيادية تتضمن ممثلين من التنظيم المهني ضمن ا‘ضائها إضافة غلى خبراء بالمهنة لتقريرمدى تقصير ام مسؤولية المحاسب القانوني . وقد وجه السيد الوزير لبحث هذه النقاط بما يضمن و ضع تعليمات بشكل تشاركي مع التنظيم المهني وهي جمعية المحاسبين القانونيين , وتأكيد مسؤولية جميع الأطراف على تحقيق عدالة ضريبية و الحد من عمليات التهرب الضريبي
المحاسب القانوني ضمير الشركات ويجب أن يعمل في جو من الثقة
رئيس جمعية المحاسبين القانونيين اعتبر أن هناك لُبس في الفقرتين ب و د من المادة 6 في المرسوم 30 , إذا وبينما يحتاج عمل المحاسب القانوني الى جو من الثقة والأمان فإنه تم إدراج نص يفرض عليه عقوبات لمجرد اتهامه انه المسؤول عن التهرب الضريبي , وتم وضعه موضع سوء الظن من قبل الدوائر المالية وفي ذلك خلق لجو غير صحي لعمل المحاسب القانوني الذي يمثل ضمير مالكي الشركات والمجتمع الاقتصادي يما فيها الدوائر المالية .. فالمحاسب القانوني هو شخص مستقل نتاج عمله بيان مدى عدالة البيانات المالية و التزامها بالقاوانين و الأنظمة و فق برنامج عمل يخطط له وفق معايير التدقيق الدولية الناظمة لعمله هي و القانون 33 لعام 2009 ،
ألم يتم الوضع في الحسبان أنه في ظل عدم ضمان تعليمات و اضحة منطقية تضمن الحصانة و الاستقلالية للمحاسب القانوني فإن من المحاسبين القانونين سيفضلون تجميد أعمالهم و النأي بالنفس عن ممارسة المهنة التي تعاني اصلا من نقص في كوادرها الى حين وضوح الصورة , كما أن هذه المادة ستؤدي الى فتح المجال الى تحويل المهنة الى حالة من المُبازرة بين المدقق والدوائر المالية وبالتالي عزوف المدقيقن الرئيسين الى حين اتضاح الأمور ..
عجلاني أكد أيضاً : أنه طالما الفقرة "ج " موجودة و تسمح لمراقب المالية عدم اعتماد البيانات المالية أو الشك فيها وبالتالي التوجه نحو التكليف المباشر فإن تحميل المحاسب القانوني مسؤولية الفروقات الضريبية أمر غير منطقي . موضحاً أن الدوائر المالية تنفذ مشروع واعد للربط الالكتروني وهذا نتائجه لن تظهر إلا بنهاية عام 2024 وبالتالي الفقرة " ج " سيتم العمل بها حتى نهاية 2024 وهذا يعني أن هناك مساحة رمادية لمدة سنتين , وبالتالي يجب خلال هاتين السنتين وضع ضوابط أخرى عير المادة " 6 " لضمان حق الخزينة.
مؤكدا أن المحاسب القانوني ليس مدقق ضريبي فقط .. هو يدقق البيانات المالية للشركات المساهمة وشركات التامين والمصارف وغيرها ويجب أن تكون له حصانه تقيه من الوقوع تحت أي نوع من الضغوطات , مشيراً الى أن ترك المادة بهذه الضبابية لن يكون بمصلحة العمل أو الاستثمار خاصة وأن المساهمين يؤمنون بوجود مدقق حسابات يدقق ويضمن عدم التفريط بحقوقهم وحيث يعتبر المحاسب القانوني صمام الأمان الفعلي للمساهمين والمالكين وضمان عدم التلاعب بهم
أيضاً المستثمرون الذين يأتون من الخارج يعتمدون على وجود مدقيقين ماليين لمراقبة سير العمل وفق المعايير المالية الدولية والمعتمدة في معظم انحاء العالم ., وهنا يشير "عجلاني " إلى أنه عالمياً يتم محاسبة المحاسبين القانونيين على اي تقصير عند أداء أعمالهم ويتم تدقيق أوراق عملهم و مدى بذلهم للعناية المهنية اللازمة ومن يثبت تراخيه وإهماله يحال الى المحاكم .
مشبهاُ المحاسب القانوني بالمحامي فهو أولاً يحمي العمل من الوقوع بالأخطاء عبر اختبار تطبيق رقابة صحيحة ووفق معايير سليمة ومعتمدة تحد من التجاوزات و تؤمن أداء فعال ، واذا حصلت المشكلة يساعد في الخروج منها ومعالجتها عبر ابداء توصيات , مؤكدا أنه دائما في عمل المحاسبة القانونية المعايير واضحة وهي لغة عالمية ويمكن تطبيقها من حيث انتهى الآخرون أي لاحاجة لإعادة اختراع الدولاب ؟
المحاسب القانوني غير مسؤول عن المصاريف غير الموثقة
وحول نشاطات الظل قال عجلاني أنه كمحاسب قانوني لا يشجع الدخول في تدقيق صناعات تكثر فيها المصاريف الغير موثقة , ولكن بشكل خاص هناك مصاريف مبررة وغير مبررة وبالقرارات الأخيرة التي صدرت سواء من المركزي أو الجهات الرسمية الأخرى من المفترض أن تخفف مصاريف الظل التي يشتكي منها التجار مثل تكاليف النقل وتمويل المستوردات وكلنا يلاحظ أن سياسة الدولة ومصرف سورية المركزي تتماشى مع إعطاء تسهيلات للتجار وهذا من شأنه أن يخفف من مصاريف الظل أما المصاريف الثانية التي قد يتم اللجوء إليها لتخفيف كتلة المستوردات أو تكبيرها فهي من حيث المبدأ تعتبر مخالفة، القانوني ولا يجب السماح بها ، وفي النهاية يجب دفع ضريبة عادلة و التي هي واجب على كل مكلف .
في سياق آخر